[] نص الاستشارة:
أيها الإخوة زوجتي سليطة اللسان متغطرسة، عاصية لكل أمر يصدر مني، أعيش معها منذ عشرة أعوام، لم ينفعها النصح ولا التوجيه حادة المزاج صوتها مرتفع ولا تتقبل النصح من أحد، لي منها ثلاثة أولاد، أخاف عليهم الضياع إن طلقتها، وأنا لم أعد قادرا على تحمل المزيد، لم أسمع منها يوما لفظا يشي بحب أو إحترام، لا تقبل نصحي ولا تسمع كلامي...والألفاظ السيئة تقطر من فهما... كيف أعيش مع هذا العذاب؟
¤ الــــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم:
عليك أن تدرك أن طبائع الناس وطرائقهم في الحياة والتعايش مع الآخرين جد مختلفة، فعليك أن تتفهم الأمر وتتعاطى مع الواقع بالطريقة المناسبة، وإعلم أن تربية الزوجة وتعويدها على السلوك القويم من أول أو لوياتك، فهو داخل في تربية الأبناء وتعويدهم على السلوك الحسن فالبيت الذي يدب فيه الخلاف يعيش أطفاله مشردون وإن كان مع أبيهم وأمهم إضافة إلى ذلك أقول لك بأن المشكلة التي تؤرقنا كثيرا ما يكون لنا يد فيها، فأنت يا أخي وصلت إلى هذه المرحلة بعد قرابة عشر سنوات من الزواج، أنجبت خلالها ثلاثة من الأبناء، فلماذا صبرت على هذا الوضع إلى الآن؟ ولماذا لم تحاول إيجاد حلول منذ بدء الزواج؟
إن تقصيرك في إيقاف زوجتك عند حدها جعلها تتمادى لتصل إلى ما هي عليه، فلماذا لم تحاول التحدث معها لمعرفة ما يؤرقها ويزعجها منك وتحاول إصلاحه، وأنت بدورك إشرح لها ما يزعجك وعدها بأنك ستصلح من أخطائك على أن تصلح هي أيضاً من أخطائها.
أما إذا لم ينفع هذا الأمر فلا أرى إلا الحزم، وهذا يكون باللطف واللين أولاً ثم بالعقاب والتهديد، هددها بأنك لن ترضى بأن يستمر هذا الوضع، وبأن حياتك معها في خطر إذا بقي الوضع على ما هو عليه.
وبما أنك لم تذكر في رسالتك شيئاً عن الأولاد وعلاقتها بهم فهذا جعلني أخمن أنها لا مشلكة لديها معهم، وقد يكون حبها لأولادها حافزاً على أن تغير ما بنفسها حفاظاً على أسرتها وخوفاً من أن تخسرهم.
أما إن لم تفعل ولم تعدل من سلوكها إلى الأفضل فأنت هنا الوحيد الذي يمكن أن يجيب على السؤال حول إمكانية إستمرارك معها، هذا بالطبع بعد أن تستعينا بحكمين عدلين من أهلكما لينظرا في كيفية الوصول إلى منطقة صلح.
الطلاق قد لا يكون حلاً في كثير من الحالات، ولكنه قد يكون كذلك إذا كان الإنسان أمام مفترق طرق وعر، إما أسرة مضطربة كئيبة، وإما أسرة مفككة ولكن أفرادها أسوياء، الخيار بيدك بعد أن تنفد لديك كافة سبل الإصلاح.
وفقك الله وهدى لك زوجتك لما يحب ويرضى.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.